فصل: (تابع: حرف النون)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: لسان العرب ***


‏[‏تابع‏:‏ حرف النون‏]‏

ثنن‏:‏ الثِّنُّ، بالكسر‏:‏ يَبِيسُ الحَلِيِّ والبُهْمَى والحَمْض إذا كثر

ورَكِبَ بعضُه بعضاً، وقيل‏:‏ هو ما اسْوَدَّ من جميع العِيدانِ ولا يكون

من بَقْلٍ ولا عُشْبٍ‏.‏ وقال ابن دريد‏:‏ الثِّنُّ حُطامُ اليَبِيس؛ وأَنشد‏:‏

فظَلْنَ يَخْبِطْنَ هَشِيم الثِّنِّ، بَعْدَ عَمِيمِ الرَّوْضةِ المُغِنِّ‏.‏

الأَصمعي‏:‏ إذا تَكَسَّرَ اليَبِيسُ فهو حُطامٌ، فإذا ارتكب بعضُه على

بعضٍ فهو الثِّنُّ، فإذا اسوَدَّ من القِدَمِ فهو الدِّنْدِنُ‏.‏ وقال ثعلب‏:‏

الثِّنُّ الكَلأُ؛ وأَنشد الباهلي‏:‏

يا أَيُّها الفَصِيلُ ذَا المُعَنِّي، إنَّكَ دَرْمانُ فصَمِّتْ عَنِّي، تَكْفي اللَّقُوحَ أَكْلةٌ من ثِنِّ، ولَمْ تَكُنْ آثَرَ عِندِي مِنِّي

ولَمْ تَقُمْ في المَأْتَمِ المُرِنِّ‏.‏

يقول‏:‏ إذا شرب الأَضيافُ لَبَنَها عَلَفَها الثِّنِّ فعادَ لَبَنُها، وصَمِّت أَي اصْمُتْ، قال ابن بري‏:‏ الشعر للأَخوص بن عبد الله الرِّياحي، والأَخوص بخاء معجمة، واسمه زيد بنُ عمرو بن قيس بن عَتّاب بن هرمي ابن رياح‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الثِّنانُ النّباتُ الكثير المُلْتَفُّ‏.‏ وقال‏:‏

ثَنْثَنَ إذا رَعَى الثِّنَّ، ونَثْنَثَ إذا عَرِقَ عَرَقاً كثيراً‏.‏ الجوهري‏:‏

الثُّنّة الشَّعَراتُ التي في مُؤَخَّرِ رُسْغِ الدَّابَّةِ التي

أُسْبِلَتْ على أُمِّ القِرْدانِ تَكادُ تَبْلُغُ الأَرْضَ، والجمع الثُّنَنُ؛ وأَنشد ابن بري للأَغلب العجلي‏:‏

فبِتُّ أَمْريها وأَدنو للثُّنَنْ، بِقاسِحِ الجلْدِ مَتينٍ كالرِّسَنْ‏.‏

والثُّنَّة من الفَرَس‏:‏ مُؤَخَّر الرُّسْغ، وهي شعرات مُدَلاّةٌ

مُشْرِفات من خَلْف؛ قال‏:‏ وأَنشد الأَصمعي لربيعة بن جُشَم رجل من النَّمِر بن قاسِط، قال‏:‏ وهو الذي يَخْلط بشعرِه شعرَ امرئ القيس، وقيل هو لامرئ

القيس‏:‏

لَها ثُنَنٌ كخَوافي العُقَا

ب، سُودٌ يَفِينَ، إذا تَزْبَئِرّ‏.‏

قوله‏:‏ يَفِين، غير مهموز، أَي يَكْثُرن‏.‏ يقال‏:‏ وَفَى شَعرُه، يقول‏:‏

لَيْست بمُنْجَردة لا شعر عليها‏.‏ وفي حديث فتح نُهاوَنْد‏:‏ وبلَغَ الدمُ

ثُنَنَ الخَيْل؛ قال‏:‏ الثُّنَنُ شعَرات في مُؤَخَّر الحافر من اليَدِ

والرِّجْل‏.‏ وثَنَّن الفرسُ‏:‏ رَفَع ثُنَّتَه أَن يَمَسَّ الأَرض في جَرْيه من خِفَّتِه‏.‏ قال أَبو عبيد‏:‏ في وَظِيفَي الفرس ثُنَّتان، وهو الشعر الذي يكون

على مُؤخَّر الرُّسْغ، فإن لم يكن ثَمَّ شعرٌ

فهو أَمْرَدُ وأَمْرَطُ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الثُّنَّة من الإنسان ما دون

السرّة فوق العانة أَسفل البطن، ومن الدوابِّ الشعر الذي على مؤخَّر

الحافِر في الرُّسْغ‏.‏ قال‏:‏ وثَنَّنَ الفرسُ إذا رَكِبَه الثقيلُ حتى تُصِيبَ

ثُنَّتُه الأَرض، وقيل‏:‏ الثُّنَّةُ شعرُ العانة‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن آمِنةَ

قالت لمَّا حملت بالنبيّ صلى الله عليه وسلم واللهِ ما وَجَدْتُه في قَطَنٍ ولا ثُنَّة وما وَجَدته إلاّ على ظهر كَبِدي؛ القَطَنُ‏:‏ أَسفل

الظَّهر، والثُّنَّة‏:‏ أَسفل البطن‏.‏ وفي مَقْتَل حمزة سيّد الشهداء، رضي الله عنه‏:‏ أَن وَحْشياً قال سَدَّدْتُ حَرْبَتي يوم أُحُدٍ لثُنَّته فما

أَخطأْتُها، وهذان الحديثان‏.‏ يُقَوِّيان قول الليث في الثُّنَّة‏.‏ وفي حديث فارِعَة

أُخْت أُمَيَّة‏:‏ فشَقَّ ما بين صَدْره إلى ثُنَّتِه‏.‏ وثُنانُ‏:‏ بُقْعة؛ عن ثعلب‏.‏

جأْن‏:‏ الجُؤنة‏:‏ سَلَّة مُسْتَديرة مُغَشَّة أَدَماً يجعل فيها الطِّيبُ

والثِّياب‏.‏

جأن‏:‏ الجُؤنة‏:‏ سَلَّة مُسْتَديرة مُغَشَّة أَدَماً يجعل فيها الطِّيبُ

والثِّياب‏.‏

جبن‏:‏ الجَبانُ من الرِّجالِ‏:‏ الذي يَهاب التقدُّمَ على كلّ شيء، لَيْلاً

كان أَو نهاراً؛ سيبويه‏:‏ والجمع جُبَناء، شَبَّهوه بفَعِيل لأَنه مثلُه

في العِدَّة والزيادة، وتكرّر في الحديث ذِكر الجُبْن والجَبان، وهو ضِدُّ الشَّجاعة والشُّجاع، والأُنثى جَبان مثل حصان ورَزَانٍ وجَبانةٌ، ونِساء جَباناتٌ‏.‏ وقد جَبَنَ يَجْبُن وجَبُنَ جُبْناً وجُبُناً وجَبانةً

وأَجْبَنَه‏:‏ وجده جَباناً أَو حَسِبَه إيّاه‏.‏ قال عمرو ابن معديكرب، وكان قد

زار رئيس بني سليم فأَعطاه عشرين أَلف دِرهم وسَيْفاً وفَرَساً وغُلاماً

خبَّازاً وثِياباً وطِيباً‏:‏ لله دَرُّكم يا بني سليم قاتَلْتُها فما

أَجْبَنْتُها، وسأَلتُها فما أَبخَلْتها، وهاجَيْتُها فما أَفحَمْتُها‏.‏ وحكى

سيبويه‏:‏ وهو يُجَبَّن أَي يرمى بذلك ويقال له‏.‏ وجَبَّنَه تَجْبِيناً‏:‏

نسبَه إلى الجُبْن‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَن النبي صلى الله عليه وسلم احْتَضَنَ

أَحَدَ ابْنَي ابنتِه وهو يقول‏:‏ والله إنكم لَتُجَبِّنُون وتُبَخِّلون

وتُجَهِّلون، وإنكم لَمِنْ رَيْحان الله‏.‏ يقال‏:‏ جَبَّنْتُ الرجل وبَخَّلْته

وجهَّلْته إذا نسبْتَه إلى الجُبْنِ والبُخْلِ والجَهْل، وأَجْبَنْته

وأَبْخَلْته وأَجْهَلْته إذا وجَدْته بَخِيلاً

جَباناً جاهلاً، يريد أَن الولد لما صار سبَباً

لجُبْن الأَب عن الجِهاد وإنفاق المال والافْتتان به، كان كأَنه نسبه إلى هذه الخِلال ورماه بها‏.‏ وكانت العرب تقول‏:‏ الولد مَجْهَلَة مَجْبَنة

مَبْخَلة‏.‏ الجوهري‏:‏ يقال الولد مَجْبَنة مَبْخَلة لأَنه يُحب البقاءُ

والمالُ لأَجله‏.‏ وتَجَبَّنَ الرجلُ‏:‏ غلُظ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ المفضل قال العرب

تقول فلانٌ جبانُ الكَلْبِ إذا كان نِهايةً في السَّخاءِ؛ وأَنشد‏:‏

وأَجْبَنُ من صافرٍ كَلْبُهم، وإن قَذَفَتْه حصاةٌ أَضافا‏.‏

قَذَفَتْه‏:‏ أَصابتْه‏.‏ أَضافَ أَي أَشْفَق وَفَرَّ‏.‏ الليث‏:‏ اجْتَبَنْتُه

حَسِبْتُه جَباناً‏.‏ والجَبِينُ‏:‏ فوق الصدْغ، وهُما جَبِينان عن يمين

الجبهة وشِمالها‏.‏ ابن سيده‏:‏ والجَبِينان حَرْفان مُكْتَنِفا الجَبْهة من جانِبَيْها فيما بين الحاجِبَيْن مُصْعِداً إلى قُصاصِ الشعر، وقيل‏:‏ هما ما بين القُصاصِ إلى الحِجاجَيْن، وقيل‏:‏ حروف الجبهة ما بين الصُّدغين

مُتَّصِلاً عدا الناصِية، كلُّ ذلك جَبِينٌ واحدٌ، قال‏:‏ وبعض يقول هُما

جَبينان، قال الأَزهري‏:‏ وعلى هذا كلامُ العرب‏.‏ والجَبْهَتان‏:‏ الجَبِينان‏.‏ قال اللحياني‏:‏ والجَبِينُ مذكَّر لا غير، والجمع أَجْبُنٌ وأَجْبِنةٌ وجُبُن‏.‏

والجُبْنِ والجُبُن والجُبُنُّ مثقّل‏:‏ الذي يؤكَل، والواحدة من كل ذلك

بالهاء‏.‏ جُبُنَّة‏.‏ وتَجَبَّن اللَّبَنُ‏:‏ صار كالجُبْن‏.‏

قال الأَزهري‏:‏ وهكذا قال أَبو عبيد في قوله كُلِ الجُبُنَّ عُرْضاً، بتشديد

النون‏.‏ غيره‏:‏ اجْتَبَنَ فلانٌ اللَّبَنَ إذا اتَّخَذَه جُبْناً‏.‏

الجوهري‏:‏ الجُبْن هذا الذي يُؤكَل، والجُبْنة أَخص منه، والجُبْنُ أَيضاً‏:‏ صِفة

الجَبان‏.‏ والجُبُن، بضم الجيم والباء‏:‏ لغة فيهما‏.‏ وبعضهم يقول‏:‏ جُبن وجُبُنَّة، بالضم والتشديد‏.‏ وقد جَبَن الرجل، فهو جَبان، وجَبُنَ أَيضاً، بالضم، فهو جَبين‏.‏ والجَبَّان والجَبَّانة، بالتشديد‏:‏ الصحراء، وتسمى

بهما المقابر لأَنها تكون في الصحراء تسمية للشيء بموضعه‏.‏ وقال أَبو حنيفة‏:‏

الجَبابِينُ كِرامُ المَنابِت، وهي مستوية في ارتفاع، الواحدة جَبَّانة‏.‏

والجَبَّان‏:‏ ما استوى من الأَرض في ارتفاع، ويكون كَريمَ المَنْبت‏.‏ وقال ابن شميل‏:‏ الجَبَّانة ما استوى من الأَرض ومَلُسَ ولا شجر فيه، وفيه

آكامٌ وجِلاهٌ وقد تكون مستوية لا آكامَ فيها ولا جِلاةَ، ولا تكون

الجَبَّانة في الرَّمْل ولا في الجَبَل، وقد تكون في القِفاف والشَّقائق‏.‏ وكلُّ

صحراءَ جَبَّانة‏.‏

جبرن‏:‏ جَِبْرينُ وجِبْريل وجَبْرَئيل، كله‏:‏ اسم روح القُدس، عليه

السلام‏.‏

جحن‏:‏ الكسائي‏:‏ الجَحِنُ السَّيِّءُ الغِذاء، وقد أَجْحَنَتْه أُمُّه‏.‏

وصبيٌّ جَحِنُ الغِذاء، وقد جَحِن، بالكسر، يَجْحَن جَحَناً وأَجْحَنَتْه؛ أَساءَت غِذاءه، وقال الأَصمعي في المُجْحَن مثله‏.‏ والجَحِن‏:‏ البَطِيءُ

الشباب؛ وقول الشمّاخ‏:‏

وقد عَرِقَتْ مَغابنُها وجادَتْ

بِدِرَّتِها قِرَى جَحِنٍ قَتِينِ‏.‏

قال ابن سيده‏:‏ أَراد قُراداً جعلَه جَحِناً

لسوء غذائه، يعني أَنها عَرِقَتْ فصار عَرَقُها قِرىً للقُراد، وهذا

البيت ذكره ابن بري بمفرده في ترجمة حجن، بالحاء قبل الجيم، قال‏:‏ والجَحِنُ

المرأَةُ القليلةُ الطُّعْم، وأَورد البيت، وقد أَورده الأَزهري وابن سيده والجوهري هنا على ما ذكرناه، فإما أَن يكون ابن بري صَحَّفه أَو وجد له

وجهاً فيما ذكره، قال‏:‏ والأُنثى جَحِنة وجَحْنة؛ وأَنشد ثعلب‏:‏

كَواحِدةِ الأُدْحِيِّ لا مُشْمَعِلَّةٌ، ولا جَحْنة، تحتَ الثِّياب، جَشُوبُ‏.‏

وقد جَحِنَ جَحَناً وجَحانة‏.‏ الأَزهري‏:‏ ومَثَلٌ من الأَمْثال‏:‏ عَجَبٌ من أَن يجيء من جَحِنٍ خَيْرٌ، قال ابن سيده وقول النمر بن تولب‏:‏

فأَنْبَتها نَباتاً غير جَحْن‏.‏

إنما هو على تخفيف جَحِنٍ‏.‏ ونَبْت جَحِن‏:‏ زَميرٌ صغير مُعَطَّش‏.‏ وكلُّ

نبت ضعف فهو جَحِنٌ‏.‏ والمُجْحَن، بضم الميم، من النبات‏:‏ القصيرُ القليل

الماء‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ يقال جَحَنَ وأَجْحَن وجَحَّنَ وحَجَنَ وأَحْجَنَ

وحَجَّنَ وجَحَدَ وأَجْحَدَ وجَحَّد كله معناه إذا ضيَّق على عياله فَقْراً

أَو بخلاً‏.‏ الأَزهري‏:‏ يقال جُحَيْناءُ قلبي ولُوَيحاءُ قلبي ولُوَيْذاء

قلبي، يعني ما لزِم القلب‏.‏ وجَيْحون وجَيْحان‏:‏ اسم نهر جاء فيهما حديث؛ قال ابن الأَثير‏:‏ ورد في الحديث سَيْحان وجَيْحان، قال‏:‏ هما نهران

بالعواصم عند أَرض المِصّيصة وطَرَسوس‏.‏ الجوهري‏:‏ جَيْحون نهر بَلْخ، وهو فَيْعول‏.‏ وجَيْحان‏:‏ نهر بالشام؛ قال ابن بري‏:‏ يحتمل أَن يكون وزنُ جَيْحون

فَعْلون مثل زَيتون وحَمْدون‏.‏

جحشن‏:‏ جَحْشَنٌ‏:‏ اسم‏.‏

جخن‏:‏ الأَصمعي‏:‏ الجُخُنَّةُ الرديئة عند الجماع من النساء؛ وأَنشد‏:‏

سأُنذِرُ نَفْسي وَصْلَ كلِّ جُخُنَّةٍ

قِضافٍ، كبِرْذَوْنِ الشَّعير الفُرافِر‏.‏

جدن‏:‏ جَدَنٌ‏:‏ موضع‏.‏ وذو جَدَنٍ‏:‏ قَيْلٌ من أَقيال حِمْير، وقيل‏:‏ من مَقاوِلة اليَمَن، وفي التهذيب‏:‏ اسم ملك من ملوك حِمْيَر؛ قال الأَصمعي‏:‏

وأَنشد أَبو عمرو بن العلاء الكلابي‏:‏

لو أَنَّني كنتُ من عادٍ ومن إِرَمٍ

غَذِيَّ بَهْم ولُقْماناً وذا جَدَنِ‏.‏

ابن الأَعرابي‏:‏ أَجْدَنَ الرجلُ إذا استغنى بعد فقر‏.‏

جرن‏:‏ الجِرانُ‏:‏ باطن العُنُق، وقيل‏:‏ مُقدَّم العنق من مذبح البعير إلى

منحره، فإذا برَك البعيرُ ومدّ عنُقَه على الأَرض قيل‏:‏ أَلقى جِرانَه

بالأَرض‏.‏ وفي حديث عائشة، رضي الله عنها‏:‏ حتى ضرَب الحقُّ بجِرانِه، أَرادت

أَن الحقَّ استقام وقَرَّ في قَراره، كما أَن البعير إذا بَرَك واستراح

مدّ جِرانَه على الأَرض أَي عُنُقَه‏.‏ الجوهري‏:‏ جِرانُ البعير مقدَّم عُنقه

من مذبحه إلى منحره، والجمع جُرُنٌ، وكذلك من الفرس‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أن ناقتَه، عليه السلام، تَلَحْلحَتْ عند بيت أَبي أَيوب وأَرْزَمتْ ووَضَعتْ

جِرانَها؛ الجِران‏:‏ باطن العُنق‏.‏ اللحياني‏:‏ أَلقى فلانٌ على فلان أَجْرانه

وأَجرامَه وشَراشِره، الواحد جِرْمٌ

وجِرْنٌ، إنما سمعتُ في الكلام أَلقى عليه جِرانَه، وهو باطن العُنق، وقيل‏:‏ الجِران هي جلدة تَضْطرب على باطِن العنق من ثُغْرة النحر إلى منتهى

العُنق في الرأْس؛ قال‏:‏

فَقَدَّ سَراتَها والبَرْكَ منها، فخَرَّتْ لليَدَيْنِ وللجِرانِ‏.‏

والجمع أَجْرِنة وجُرنٌ‏.‏ وفي الحديث‏:‏ فإذا جملان يَصْرفان فدَنا منهما

فوَضَعا جُرُنهما على الأَرض؛ واستعار الشاعر الجِران للإنسان؛ أَنشد

سيبويه‏:‏

مَتى تَرَ عَيْنَيْ مالكٍ وجِرانَه

وجَنْبَيه، تَعْلمْ أَنه غيرُ ثائرِ‏.‏

وقول طرَفة في وصف ناقة‏:‏

وأَجرِنةٍ لُزَّتْ بِدَأْيٍ مُنَضَّدِ‏.‏

إنما عظَّم صدرَها فجعل كلَّ جزء منه جِراناً كما حكاه سيبويه من قولهم

للبعير ذو عَثانين‏.‏ وجِران الذكَر‏:‏ باطنُه، والجمع أَجرِنةٌ وجُرُنٌ‏.‏

وجَرَنَ الثوبُ والأَديمُ يَجْرُن جُروناً، فهو جارِن وجَرين‏:‏ لان وانسحق، وكذلك الجلد والدرع والكتاب إذا درَس، وأَدِيم جارِن؛ وقال لبيد يصف

غَرْبَ السانية‏:‏

بمُقابَلٍ سَرِبِ المَخارِزِ عِدْلُه، قَلِقُ المَحالةِ جارِنٌ مَسْلومُ‏.‏

قال ابن بري يصف جِلداً عُمل منه دَلوٌ‏.‏ والجارِنُ‏:‏ الليِّن، والمَسْلوم‏:‏ المدبوغ بالسَّلَم‏.‏ قال الأَزهري‏:‏ وكلُّ سِقاءٍ قد أَخلَق أَو ثوب فقد

جَرَن جُروناً، فهو جارِن‏.‏ وجَرَن فلانٌ على العَذْلِ ومَرَن ومَرَدِ

بمعنى واحد‏.‏ ويقال للرجل والدابة إذا تعَوَّد الأَمرَ ومَرَن عليه‏:‏ قد

جَرَنَ يَجْرُن جُروناً؛ قال ابن بري‏:‏ ومنه قول الشاعر‏:‏

سَلاجِم يَثْرِبَ الأُولى، عليها بيَثْرِبَ كرَّةٌ بعد الجُرونِ‏.‏

أَي بعد المُرون‏.‏ والجارِنة‏:‏ الليِّنة من الدروع‏.‏ أَبو عمرو‏:‏ الجارِنة

المارِنة‏.‏ وكلُّ ما مَرَن فقد جَرَن؛ قال لبيد يصف الدروع‏:‏

وجَوارِن بيض، وكلّ طِمرَّةٍ

يَعْدُو عليها القَرَّتَيْن غُلام‏.‏

يعني دُروعاً ليِّنة‏.‏ والجارِن‏:‏ الطريق الدارِس‏.‏ والجَرَنُ‏:‏ الأَرض

الغليظة؛ وأَنشد أَبو عمرو لأَبي حبيبة الشيباني‏:‏

تَدَكَّلَتْ بَعْدي وأَلْهَتْها الطُّبَنْ، ونحنُ نَغْدو في الخَبار والجَرَنْ، ويقال‏:‏ هو مبدل من الجَرَل‏.‏ وجَرَنَت يدُه على العمل جُروناً‏:‏ مرنَت‏.‏

والجارِن من المتاع‏:‏ ما قد اسْتُمْتِع به وبَلْيَ‏.‏ وسِقاءٌ جارِن‏:‏ يَبِس

وغلُظ من العمل‏.‏ وسَوْطٌ مُجَرَّن‏:‏ قد مَرَن قَدُّه‏.‏ والجَرين‏:‏ موضع

البُرّ، وقد يكون للتمر والعنب، والجمع أَجرِنة وجُرُن، بضمتين، وقد أَجرَن

العنبَ‏.‏ والجَرينُ‏:‏ بَيْدَر الحَرْث يُجْدَر أَو يُحْظَر عليه‏.‏ والجُرْنَ

والجَرين‏:‏ موضع التمر الذي يُجَفَّف فيه‏.‏ وفي حديث الحدود‏:‏ لا قَطْعَ في ثمر حتى يُؤْوِيَهُ الجَرينُ؛ هو موضع تجفيف الثمر، وهو له كالبَيدر

للحنطة، وفي حديث أُبَيّ مع الغول‏:‏ أَنه كان له جُرُنٌ من تمر‏.‏ وفي حديث ابن سيرين في المُحاقَلة‏:‏ كانوا يشترطُون قُمامةَ الجُرُنِ، وقيل‏:‏ الجَرينُ

موضع البَيْدر بلغة اليمن‏.‏ قال‏:‏ وعامَّتُهم يَكسِر الجيمَ، وجمعه جُرُنٌ‏.‏

والجَرينُ‏:‏ الطِّحْنُ، بلغة هُذيل؛ وقال شاعرهم‏:‏

ولِسَوْطِه زَجَلٌ، إذا آنَسْتَه

جَرَّ الرَّحى بجَرينِها المَطْحونِ‏.‏

الجَرين‏:‏ ما طَحَنتَه، وقد جُرِنَ الحبُّ جَرْناً شديداً‏.‏ والجُرْنُ‏:‏

حجر منقورُ يُصبُّ فيه الماء فيُتوضأُ به، وتسميه أَهلُ المدينة المِهْراسَ

الذي يُتَطهَّر منه‏.‏ والجارِنُ‏:‏ ولدُ الحية من الأَفاعي‏.‏ التهذيب‏:‏

الجارن ما لانَ من أَولاد الأَفاعي‏.‏ قال ابن سيده‏:‏ والجِرْنُ الجسم، لغة في الجِرْم زعموا؛ قال‏:‏ وقد تكون نونه بدلاً من ميم جِرْم، والجمع أَجْران، قال‏:‏ وهذا مما يقوي أَن النون غير بدل لأَنه لا يكاد يُتصرَّف في البلد هذا

التصرف‏.‏ وأَلقى عليه أَجرانَه وجِرانه أَي أَثقاله‏.‏ وجِرانُ العَوْدِ‏:‏

لقَب لبعض شعراء العرب؛ قال الجوهري‏:‏ هو من نُمير واسمه المُسْتورِد‏.‏ وإنما لقِّب بذلك لقوله يخاطب

امرأَتيه‏:‏

خُذا حَذَراً، يا جارَتَيَّ، فإنَّني

رأَيتُ جِرانَ العَوْدِ قد كاد يَصْلَحُ‏.‏

أَراد بِجران العَوْد سوطاً قدَّه من جِران عَوْدٍ نَحَره وهو أَصلب ما يكون‏.‏ الأَزهري‏:‏ ورأَيت العرب تسوَّي سياطها من جُرُن الجِمال البُزْل

لصَلابتِها، وإنما حذَّر امرأَتيه سوطَه لنُشوزهما عليه، وكان قد اتخذ من جلد البعير سوْطاً ليضرب به نساءَه‏.‏ وجَيرُون‏:‏ باب من أَبواب دمشق، صانها الله عز وجل‏.‏ والجِرْيانُ‏:‏ لغة في الجِرْيال، وهو صِبْغ أَحمر‏.‏ والمجرين‏.‏‏:‏ الميت؛ عن كراع‏.‏ وسفَر

مِجْرَنٌ‏:‏ بعيد؛ قال رؤبة‏:‏

بعد أَطاوِيحِ السِّفار المِجْرن

قال ابن سيده‏:‏ ولم أَجد له اشتقاقاً‏.‏

جرشن‏:‏ النهاية لابن الأَثير‏:‏ أَهدى رجل من العراق إلى ابن عُمر

جَوارِشْنَ، قال‏:‏ هو نوع من الأَدوية المركبة يقوِّي المعدة ويهضِم الطعام، قال‏:‏

وليست اللفظة بعربية‏.‏

جرعن‏:‏ اجْرَعَنَّ الرجلُ‏:‏ صُرع عن دابَّته وامتدَّ على وجه الأَرض، وضرَبْته حتى اجْرَعنّ‏.‏

جزن‏:‏ المؤرج‏:‏ حطَبٌ جَزْن وجَزْل، وجمعه أَجْزُن وأَجْزُل، وهو الخشب

الغلاظ؛ قال جَزْءُ ابنُ الحَرِث‏:‏

حَمَى دُونَه بالشَّوكِ والتفَّ دُونه، من السِّدْر، سُوقٌ ذاتُ هَول وأَجزُن‏.‏

جشن‏:‏ الجَشن‏:‏ الغليظ؛ عن كراع، زاد غيره‏:‏ أَو ما هو في معناه‏.‏

والجُشْنةُ‏:‏ طائرةٌ سوداءُ تعَشِّش بالحصى‏.‏ والجَوْشَنُ‏:‏ الصدرُ، وقيل‏:‏ ما عَرُض

من وسط الصدر‏.‏ وجَوْشَنُ الجَرادة‏:‏ صدرها‏.‏ وجَوْشَنُ الليل‏:‏ وسَطه

وصَدْره‏.‏ والجوْشَن‏:‏ اسم الحديد الذي يُلبَس من السلاح؛ قال ذو الرمة يصف ثوراً

طَعَن كِلاباً بِرَوْقَيْه في صدرها‏:‏

فكَرَّ يَمْشُق طَعْناً في جَواشِنِها، كأَنه، الأَجْرَ في الإقبالِ، يَحْتَسِبُ‏.‏

الجوهري‏:‏ والجَوْشَن الدِّرْع واسم الرجل، وقيل‏:‏ الجوْشَن من السلاح

زَرَدٌ يُلبَسه الصدرُ والحَيزوم‏.‏ ومضى جَوْشَنٌ من الليل أَي قطعة، لغة في جَوْش، فإن كان مزيداً منه فحكمه أَن يكون معه؛ قال ابن أَحمر يصف سحابة‏:‏

يُضيء صَبيرُها، في ذي خَبِيٍّ، جَواشِن لَيْلها بِيناً فبِينا‏.‏ والبِينُ‏:‏ القطعة من الأَرض‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ المَجْشونةُ المرأَة الكثيرة العمل النشيطة‏.‏ وجَواشِن التُّمام‏:‏

بقاياه؛ قال‏:‏

كِرامٌ إذا لم يَبْقَ إلاَّ جَواشِن الثـ *** ـمامِ، ومن شَرّ الثُّمام جَواشِنُه‏.‏

جعن‏:‏ جَعْوَنةُ‏:‏ من أَسماء العرب‏.‏ ورجل جَعْوَنة إذا كان قصيراً سميناً‏.‏

وقال ابن دريد‏:‏ الجَعْنُ فعل مُمات، وهو التقبّض، قال‏:‏ ومنه اشتقاق

جَعْوَنة، وقد وجدت حاشية قال أَبو جعفر النحاس في كتاب الاشتقاق له‏:‏

جَعْونةُ اسم رجل مشتق من الجَعْن، وهو وَجَعُ الجسد وتكسُّره، قال‏:‏ ويجوز أن يكون مشتقاً من الجَعْو، وهو جمع الشيء، وتكون النون زائدة‏.‏

جعثن‏:‏ الأَزهري‏:‏ الجِعْثِنُ أُرومة الشجر بما عليها من الأَغصان إذا

قطعت‏.‏ ابن سيده‏:‏ الجِعْثِنةُ أُرومة كل شجرة تَبقى على الشتاء، والجمع جِعْثِن؛ قال‏:‏

تَقْفِزُ بي الجِعْثِنَ، يا

مُرَّةُ زِدْها قَعْبا‏.‏

ويروى‏:‏ تُقَفِّز الجِعْثِنَ بي، ومنهم من يقول للواحد جِعْثِنٌ، والجمع الجَعاثِن‏.‏ قال أَبو حنيفة‏:‏ الجِعْثِنُ أَصل كل شجرة إلا شجرةً لها خشبة؛ وأَنشد‏:‏

تَرى الجِعْثنَ العامِيَّ تُذْري أُصولَه مَناسِمُ أَخْفافِ المَطِيِّ

الرَّواتِكِ‏.‏

الأَزهري‏:‏ كل شجرة تبقى أُرومتُها في الشتاء من عِظام الشجر وصغارها

فلها جِعْثِنٌ في الأَرض، وبعدما يُنزَع فهو جِعْثن حتى يقال لأُصول الشرك

جِعْثن‏.‏ وفرس مُجَعْثَنُ الخَلْق‏:‏ شبِّه بأَصل الشجرة في كِدْنتِه وغلَظه؛ قال ابن بري في معناه‏:‏

كانَ لَنا، وهو فَلُوٌّ نُرّبُبُهْ، مُجَعْثَنُ الخَلْق يَطيرُ زَغَبُهْ‏.‏

ورجل جِعْثِنةٌ‏:‏ جَبان ثقيل؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد‏:‏ فيا فتىً ما

قَتَلْتُمْ غيرَ جِعْثِنةٍ، ولا عَنِيفٍ بِكَرِّ الخيل في الوادي‏.‏

والجِعْثِمُ والجِعْثِنُ، بالكسر‏:‏ أُصولُ الصِّلِّيان؛ وأَنشد للطرماح

فقال‏:‏

أَو كمَجْلوحِ جِعْثنٍ بلَّهُ القطـ *** ـرُ، فأَضحى مُوَدِّسَ الأَعراضِ‏.‏

وفي حديث طَهْفةَ‏:‏ ويَبِسَ الجِعْثنُ؛ هو أَصلُ النبات، وقيل‏:‏ أَصل

الصِّلِّيان خاصة، وقال أَبو زياد‏:‏ الجِعْثِنةُ أَصلُ كلِّ شجرة قد ذَهبَتْ

سوى العِضاهِ، وأَنشد بيت الطرمّاح‏.‏ وتَجَعْثنَ الرجلُ إذا تَجَمَّعَ

وتقَبَّضَ‏.‏ ويقال لأَرُومة الصِّلِّيان‏:‏ جِعْثِنةٌ؛ قال الطرمّاح‏:‏

ومَوْضع مَشْكوكين أَلقَتْهما معاً، كوَطْأَة ظَبْيِ القُفِّ بين الجَعاثِن‏.‏

وجِعْثِنة‏:‏ شاعر معروف‏.‏ قال ابن الأَعرابي‏:‏ هو جِعْثِنة بن جَوَّاسٍ

الرِّبْعي‏.‏ الأَزهري‏:‏ جِعْثِن من أَسماء النساء، وعَيَّنه الجوهري فقال‏:‏

جعثْن أُختُ الفرزدق‏.‏

جعفلن‏:‏ الجَعْفَلين‏:‏ أُسْقُفُّ النصارى وكبيرُهم‏.‏

جفن‏:‏ الجَفْنُ‏:‏ جَفْنُ العَين، وفي المحكم‏:‏ الجَفْنُ غطاءُ العين من أَعلى وأَسفل، والجمع أَجْفُنٌ وأَجفان وجُفونٌ‏.‏ والجَفْنُ‏:‏ عمْدُ السيف‏.‏

وجَفْنُ السيف‏:‏ غِمده؛ وقول حذيفة بن أَنس الهذلي‏:‏

نَجا سالمٌ، والنفسُ منه بشِدْقِه، ولم يَنْجُ إلا جَفْنَ سيفٍ ومِئْزَرا‏.‏

نصبَ جَفْنَ سيف على الاستثناء المنقطع كأَنه قال نجا ولم يَنْجُ؛ قال ابن سيده‏:‏ وعندي أَنه أَراد ولم ينج إلا بجفن سيف، ثم حذَف وأَُوْصَل، وقد

حكي بالكسر؛ قال ابن دريد‏:‏ ولا أَدري ما صحتُه، وفي حديث الخوارج‏:‏

سُلُّوا سيوفكم من جُفونها؛ قال‏:‏ جفونُ السيوف أَغمادُها، واحدها جَفْنٌ، وقد

تكرر في الحديث‏.‏ والجَفْنة‏:‏ معروفة، أَعظمُ ما يكونُ من القِصاع، والجمع جِفانٌ وجِفَنٌ؛ عن سيبويه، كهَضْبةٍ وهِضَب، والعدد جفَنات، بالتحريك، لأَن ثانيَ فَعْلةٍ يُحَرَّك في الجمع إذا كان اسماً، إلا أَن يكون ياءً

أَو واواً فيُسَكَّنُ حينئذ‏.‏ وفي الصحاح‏:‏ الجَفْنة كالقَصْعة‏.‏ وجَفَنَ

الجَزورَ‏:‏ اتخذ منها طعاماً‏.‏ وفي حديث عمر، رضي الله عنه‏:‏ أَنه انكسَرتْ

قلوصٌ من نَعَمِ الصَّدَقة فجَفَنها، وهو من ذلك لأَنه يمْلأُ منها

الجِفانَ، وقيل‏:‏ معنى جَفَنَها أَي نَحرَها وطبَخَها واتخذ منها طعاماً وجعل

لَحمها في الجفان ودعا عليها الناسَ حتى أَكلوها‏.‏ والجَفْنة‏:‏ ضرْبٌ من العنب‏.‏

والجَفْنة‏:‏ الكَرْم، وقيل‏:‏ الأَصلُ من أُصول الكَرْم، وقيل‏:‏ قضيب من قُضْبانه، وقيل‏:‏ ورَقُه، والجمع من ذلك جَفْنٌ؛ قال الأَخطل يصف خابية خمر‏:‏

آلَتْ إلى النصف من كَلْفاءَ أَتْأَقها

عِلْجٌ، وكتَّمَها بالجَفْنِ والغار‏.‏

وقيل‏:‏ الجَفْن اسمٌ مفرد، وهو أَصل الكَرْم، وقيل‏:‏ الجَفْن نفس الكرم

بلغة أَهل اليمن، وفي الصحاح‏:‏ قُضْبان الكَرْم؛ وقول النمر بن تولب‏:‏

سُقَيَّةُ بين أَنْهارٍ عِذابٍ، وزَرْعٍ نابِتٍ وكُرومِ جَفْنِ‏.‏

أَراد‏:‏ وجَفْنِ كرومٍ، فقَلَب‏.‏ والجَفْنُ‏.‏ ههنا‏:‏ الكَرْمُ وأَضافه إلى نفسه‏.‏ وجَفن الكرمُ وتَجَفَّن‏:‏ صار له

أَصلٌ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الجَفْنُ قِشْرُ العنب الذي فيه الماء، ويسمى الخمر

ماءَ الجَفْنِ، والسحابُ جَفْنَ الماء؛ وقال الشاعر يصف ريقَ امرأَةٍ

وشبَّهه بالخمر‏:‏

تُحْسي الضجيعَ ماءَ جفْنٍ شابَه، صَبيحةَ البارِقِ، مَثْلوج ثَلِج‏.‏

قال الأَزهري‏:‏ أَراد بماء الجَفْنِ الخمرَ‏.‏ والجَفْنُ‏:‏ أَصلُ العنبِ

شيبَ أَي مُزِجَ بماءٍ باردٍ‏.‏ ابن الأَعرابي‏:‏ الجَفْنةُ الكَرْمة، والجَفْنةُ الخمرةُ‏.‏ وقال اللحياني‏:‏ لُبُّ الخُبْزِ ما بين جَفْنَيه‏.‏ وجَفْنا

الرغيفِ‏:‏ وَجْهاه من فوق ومن تحت‏.‏ والجَفْنُ‏:‏ شجرٌ طَيِّبُ الريح؛ عن أَبي

حنيفة، وبه فسر بيت الأَخطل المتقدم‏.‏ قال‏:‏ وهذا الجَفْنُ غير الجَفْنِ من الكَرْمِ، ذلك ما ارْتَقى من الحَبَلة في الشجرة فسُمِّيت الجَفْنَ

لتجفُّنِه فيها، والجَفْنُ أَيضاً

من الأَحرارِ‏:‏ نبْتةٌ تَنْبُتُ مُتَسَطَّحة، وإذا يَبِسَتْ تقبَّضَت

واجتمعت، ولها حبٌّ كأَنه الحُلْبَة، وأَكثر مَنْبِتها الإكامُ، وهي تبقى

سِنين يابسة، وأَكثرُ راعيتِها الحُمُر والمِعْزَى، قال‏:‏ وقال بعض

الأَعراب‏:‏ هي صُلْبة صغيرة مثل العَيْشوم، ولها عِيدانٌ صِلابٌ رِقاقٌ قِصار، وورقُها أَخضر أَغْبَرُ، ونَباتُها في غَلْظِ الأَرض، وهي أَسْرَعُ البَقْلِ

نباتاً إذا مُطِرَتْ وأَسرعُها هَيْجاً‏.‏ وجَفَنَ نفسَه عن الشيء‏:‏

ظَلَفَها؛ قال‏:‏

وَفَّرَ مالَ اللهِ فينا، وجَفَنْ

نفْساً عن الدُّنيا، وللدنيا زِيَنْ‏.‏

قال الأَصمعي‏:‏ الجَفْنُ ظَلْفُ النفس عن الشيء الدنيء‏.‏ يقال‏:‏ جَفَنَ

الرجلُ نفسَه عن كذا جَفْناً ظَلَفَها ومَنَعَها‏.‏ وقال أَبو سعيد‏:‏ لا أَعرف

الجَفْنَ بمعنى ظَلْفِ النفس‏.‏ والتَّجْفينُ‏:‏ كثرةُ الجماع‏.‏ قال‏:‏ وقال أَعرابي‏:‏ أَضْواني دوامُ التجفينِ‏.‏ وأَجْفَنَ إذا أَكْثَر الجماعَ؛ وأَنشد

أَحمد البُسْتيّ‏:‏

يا رُبَّ شَيخ فيهم عِنِّينْ

عن الطِّعانِ وعن التَّجفينْ‏.‏

قال أَحمد في قوله وعن التَّجْفين‏:‏ هو الجِفانُ التي يطعم فيها‏.‏ قال أَبو منصور‏:‏ والتَّجْفين في هذا البيت من الجِفانِ والإطعام فيها خطأٌ في هذ

الموضع، إنما التَّجفينُ ههنا كثرةُ الجماع، قال‏:‏ رواه أَبو العباس عن

ابن الأَعرابي‏.‏ والجَفْنةُ‏:‏ الرجلُ الكريم‏.‏ وفي الحديث‏:‏ أَنه قيل له أَنت

كذا وأَنتَ كذا وأَنت الجَفْنَةُ الغَرّاء؛ كانت العربُ تدعو السيدَ

المِطْعامَ جَفْنةً لأَنه يضَعُها ويُطْعِم الناسَ فيها، فسُمِّيَ باسمها، والغَرّاء‏:‏ البيضاء أَي أَنها مَمْلُوءةٌ بالشحم والدُّهْن‏.‏ وفي حديث أَبي

قتادة‏:‏ نادِيا جَفْنَةَ الرَّكْبِ أَي الذي يُطْعِمُهم ويُشْبِعُهم، وقيل‏:‏ أَراد يا صاحِبَ جَفْنةِ الرَّكْبِ فحذف المضافَ للعِلْم بأن الجَفْنةَ لا تُنادى ولا تُجيبُ‏.‏ وجَفْنةُ‏:‏ قبيلةٌ من الأَزْد، وفي الصحاح‏:‏

قبيلةٌ من اليمن‏.‏ وآلُ جَفْنةَ‏:‏ مُلوكٌ

من أَهل اليمن كانوا اسْتَوْطَنُوا الشأْم؛ وفيهم يقول حَسَّن بن ثابت‏:‏

أَوْلادِ جَفْنةَ حولَ قبْرِ أَبِيهمُ، قَبْر ابن مارِيةَ الكَريمِ المِفْضَل‏.‏

وأَراد بقوله عند قبر أَبيهم أَنهم في مساكن آبائهم ورِباعِهم التي

كانوا ورِثُوها عنهم‏.‏ وجُفَيْنةُ‏:‏ اسمُ خَمَّارٍ‏.‏ وفي المثل‏:‏ عند جُفَيْنةَ

الخبرُ اليقين؛ كذا رواه أَبو عبيد وابن السكيت‏.‏ قال ابن السكيت‏:‏ ولا تقُل

جُهَيْنة، وقال أَبو عبيد في كتاب الأَمثال‏:‏ هذا قول الأَصمعي، وأَما

هشام ابن محمد الكلبي فإِنه أَخبر أَنه جُهَيْنة؛ وكان من حديثه‏:‏ أن حُصَيْنَ بنَ عمرو بنِ مُعاوية بن عمرو ابن كلاب خرج ومعه رجلٌ من جُهَيْنةَ

يقال له الأَخْنَسُ، فنزَلا منزلاً، فقام الجُهَنِيُّ إلى الكلابيِّ وكانا

فاتِكَيْنِ فقَتله وأَخذ مالَه، وكانت صخرةُ بنتُ عمرِو بنِ معاوية

تَبْكِيه في المَواسِم، فقال الأَخْنس‏:‏

كصَخْرةَ إذ تُسائل في مراح

وفي جَرْمٍ، وعِلْمُهما ظُنونُ‏.‏

تُسائلُ عن حُصَيْنٍ كلَّ ركْبٍ، وعند جُهَيْنةَ الخبرُ اليَقينُ‏.‏

قال ابن بري‏:‏ رواه أَبو سهل عن خصيل، وكان ابنُ الكلبي بهذا النوع من العلم أَكبرَ من الأَصمعي؛ قال ابن بري‏:‏ صخرةُ أُخْتُه، قال‏:‏ وهي صُخَيرة

بالتصغير أَكثرُ، ومراح‏:‏ حيّ من قضاعة، وكان أَبو عبيد يرويه حُفَيْنة، بالحاء غير معجمة؛ قال ابن خالويه‏:‏ ليس أَحد من العلماء يقول وعند حُفَيْنة

بالحاء إلا أَبو عبيد، وسائرُ الناس يقول جُفَيْنة وجُهَيْنة، قال‏:‏

والأَكثرُ على جُفَيْنة؛ قال‏:‏ وكان من حديث جُفَيْنة فيما حدَّث به أَبو عمر

الزاهد عن ثعلب عن ابن الأَعرابي قال‏:‏ كان يهوديٌّ من أَهل تَيْماءَ

خمَّار يقال له جُفَيْنة جارَ النبيِّ ضرَبَه ابنُ مُرَّة، وكان لبني سَهْمٍ

جارٌ يهوديٌّ خمَّار أََيضاً يقال له غُصَين، وكان رجلٌ غَطَفانيٌّ أَتى

جُفَيْنة فشَرِبَ عنده فنازَعه أَو نازع رجلاً عنده فقتلَه وخَفي أَمرُه، وكانت له أُختٌ تسأَل عنه فمرّت يوماً على غُصَيْن وعنده أَخوها، وهو أَخو المقتول، فسأَلته عن أَخيها على عادتها، فقال غُصَين‏:‏

تُسائل عن أَخيها كلَّ رَكْب، وعند جُفينةَ الخبرُ اليقينُ‏.‏

فلما سمع أَخوها وكان غُصَيْنٌ لا يدْرِي أَنه أَخوها ذهب على جُفَيْنة

فسأَله عنه فناكَره فقَتله، ثم إن بني صِرْمة شَدُّوا على غُصَين فقتلوه

لأَنه كان سببَ قَتْل جُفَينة، ومضى قومُه إلى حُصين بن الحُمام فشَكَوْا

إليه ذلك فقال‏:‏ قتلتم يهوديَّنا وجارَنا فقتلنا يهوديَّكم وجارَكم، فأَبَوْا ووقع بينهم قتالٌ شديد‏.‏ والجَفَنُ‏:‏ اسمُ موضعٍ‏.‏

جلن‏:‏ التهذيب‏:‏ الليث جَلَنْ حكايةُ صوتِ بابٍ ذي مِصْراعَيْن، فيُرَدُّ

أَحدهما فيقول جَلَنْ، ويُرَدُّ الآخرُ فيقول بَلَقْ؛ وأَنشد‏:‏

فتَسْمَع في الحالَيْن منه جَلَنْ بَلَقْ‏.‏

وقد ترجم عليه في حرف القاف جلنبلق‏.‏